الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ بِئْسَمَا } فاعل بئس مضمر، وما مفسرة له، و { أَن يَكْفُرُواْ }: هو المذموم وقال الفرّاء: بئسما مركب كحبّذا وقال الكاسي: ما مصدرية أي اشتراكهم فهي فاعلة { ٱشْتَرَوْاْ } هنا بمعنى باعوا { أَن يَكْفُرُواْ } في موضع خبر ابتداء، أو مبتدأ كاسم المذموم في بئس؛ أو مفعول من أجله، أو بدل من الضمير في به { بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ } القرآن أو التوراة لأنهم كفروا بما فيها من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم { أَن يُنَزِّلُ } في موضع مفعول من أجله { مِن فَضْلِهِ } القرآن والرسالة { مَن يَشَآءُ } يعني محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى أنهم إنما كفروا حسداً لمحمد صلى الله عليه وسلم لما تفضل الله عليه بالرسالة { بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ } لعبادتهم العجل، أو لقولهم: عزير ابن الله، أو لغير ذلك من قبائحهم { بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } القرآن { بِمَا وَرَآءَهُ } أي بما بعده وهو القرآن { فَلِمَ تَقْتُلُونَ } رداً عليهم فيما ادّعوا من الإيمان بالتوراة، وتكذيب لهم، وذكر الماضي بلفظ المستقبل إشارة إلى ثبوته، فكأنه دائم لما رضي هؤلاء به { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } شرطية بمعنى القدح في إيمانهم، وجوابها يدل عليه ما قبل، أو نافية فيوقف قبلها والأول أظهر.