الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

{ لِلْفُقَرَآءِ } متعلق بمحذوف تقديره: الإنفاق للفقراء وهم هنا المهاجرون { أُحصِرُواْ } حبسوا بالعدو، وبالمرض { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يحتمل الجهاد والدخول في الإسلام { ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ } هو التصرف في التجارة وغيرها { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ } أي يظن الجاهل بحالهم أنهم أغنياء لقلة سؤالهم. والتعفف هنا هو عن الطلب. ومن سببية، وقال ابن عطية: لبيان الجنس { تَعْرِفُهُم بِسِيمَٰهُمْ } علامة وجوههم وهي ظهور الجهد والفاقة، وقلة النعمة. وقيل: الخشوع، وقيل: السجود { لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } الإلحاف: هو الإلحاح في السؤال، والمعنى: أنهم إذا سألوا يتلطفون ولا يلحون، وقيل: هو نفي السؤال والإلحاح معاً وباقي الآية وعد.