الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوۤءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوۤاْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

{ وَٱلْمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصْنَ } بيان للعدة، وهو عموم مخصوص خرجت منه الحامل بقوله تعالى:وَأُوْلَٰتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } [الطلاق: 4]. واليائسة والصغيرة بقوله:وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ } الآية [الطلاق: 4]. والتي لم يدخل بها بقوله:فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا } [الأحزاب: 49] فيبقى حكمها في المدخول بها، وهي سن من تحيض وقد خص مالك منها الأمة، فجعل عدّتها قرءين ويتربصن خبرٌ بمعنى الأمر { ثَلَٰثَةَ قُرُوۤءٍ } انتصب ثلاثة على أنه مفعول به هكذا قال الزمخشري، وقروء: جمع قرئ وهو مشترك في اللغة بين الطهر والحيض، فحمله مالك والشافعي على الطهر لقول عائشة: الأقراء هي الأطهار، وحمله أبو حنيفة على الحيض؛ لأنه الدليل على براءة الرحم، وذلك مقصود العدّة، { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ } يعني الحمل والحيض، وبعولتهن جمع بعل، وهو هنا الزوج { فِي ذَلِكَ } أي في زمان العدة { وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ } من الاستمتاع وحسن المعاشرة { دَرَجَةٌ } في الكرامة وقيل: الإنفاق وقيل: كون الطلاق بيده.