{ وَٱلْمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصْنَ } بيان للعدة، وهو عموم مخصوص خرجت منه الحامل بقوله تعالى:{ وَأُوْلَٰتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } [الطلاق: 4]. واليائسة والصغيرة بقوله:{ وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ } الآية [الطلاق: 4]. والتي لم يدخل بها بقوله:{ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا } [الأحزاب: 49] فيبقى حكمها في المدخول بها، وهي سن من تحيض وقد خص مالك منها الأمة، فجعل عدّتها قرءين ويتربصن خبرٌ بمعنى الأمر { ثَلَٰثَةَ قُرُوۤءٍ } انتصب ثلاثة على أنه مفعول به هكذا قال الزمخشري، وقروء: جمع قرئ وهو مشترك في اللغة بين الطهر والحيض، فحمله مالك والشافعي على الطهر لقول عائشة: الأقراء هي الأطهار، وحمله أبو حنيفة على الحيض؛ لأنه الدليل على براءة الرحم، وذلك مقصود العدّة، { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيۤ أَرْحَامِهِنَّ } يعني الحمل والحيض، وبعولتهن جمع بعل، وهو هنا الزوج { فِي ذَلِكَ } أي في زمان العدة { وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِي عَلَيْهِنَّ } من الاستمتاع وحسن المعاشرة { دَرَجَةٌ } في الكرامة وقيل: الإنفاق وقيل: كون الطلاق بيده.