الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }: على وجه التوبيخ لهم، وإقامة الحجة عليهم { مِّنْ آيَةٍ } معجزات موسى، أو الدلالات على نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَن يُبَدِّلْ } وعيد { وَيَسْخَرُونَ } كفار قريش سخروا من فقراء المسلمين كبلال وصهيب { وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } هم المؤمنون الذين سخر الكفار منهم { فَوْقَهُمْ } أي أحسن حالاً منهم، ويحتمل فوقية المكان، لأنّ الجنة في السماء { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ } إِن أراد في الآخرة، (فَمَن) كناية عن المؤمنين، والمعنى ردّ على الكفار أي إن رزق الله الكفار في الدنيا، فإن المؤمنين يرزقون في الآخرة، وإن أراد في الدنيا فيحتمل أن يكون { مَن } كناية عن المؤمنين؛ أي سيرزقهم، ففيه وعد لهم، وأن تكون كناية عن الكافرين؛ أي أنّ رزقهم في الدنيا بمشيئة الله، لا على وجه الكرامة لهم { بِغَيْرِ حِسَابٍ } إن كان للمؤمنين فيحتمل أن يريد بغير تضييق ومن حيث لا يحتسبون، أو لا يحاسبون عليه، وإن كان للكفار فمن غير تضييق.