الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } * { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً }

{ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ } قيل: إن الضمير في يكفرون للكفار وفي عبادتهم للمعبودين، فالمعنى كقولهم: ما كنا مشركين، وقيل: إن الضمير في يكفرون للمعبودين، وفي عبادتهم للكفار، فالمعنى كقولهم:مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } [يونس: 28] { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } معناه يكون لهم خلاف ما أمّلوه منهم فيصير العز الذي أمّلوه ذلة، وقيل: معناه: أعداء { أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } تضمن معنى سلطاناً، ولذلك تعدّى بعلى { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } أي تزجهم إلى الكفر والمعاصي { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ } أي لا تستبطئ عذابهم وتطلب تعجيله إنما { نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } أي نعد مدّة بقائهم في الدنيا، وقيل: نعدّ أنفاسهم.