الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً }

{ وَٱلْبَٰقِيَاتُ ٱلصَّٰلِحَاتُ } ذكر في [الكهف: 47] { وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } أي مرجعاً وعاقبة { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } هو العاصي بن وائل { وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } كان قد قال: لئن بعثت كما يزعم محمد ليكونن لي هناك مال وولد { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ } الهمزة للإنكار، والرد على العاصي في قوله { كَلاَّ } ردّ له عن كلامه { سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } إنما جعله مستقبلاً لأنه إنما يظهر الجزاء والعقاب في المستقبل { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } أي نزيد له فيه { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي نرث الأشياء التي قال إنه يؤتاها في الآخرة، وهي المال والولد، ووراثتها هي بأن يهلك العاصي ويتركها، وقد أسلم ولداه هشام وعمرو رضي الله عنهما { وَيَأْتِينَا فَرْداً } أي بلا مال ولا ولد ولا ولي ولا نصير.