الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً }

{ مُخْلِصاً } بكسر اللام أي أخلص نفسه وأعماله لله وبفتحها أي أخلصه الله للنبوّة والتقريب { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } النبي أعم من الرسول، لأن النبي كل من أوحى الله إليه، ولا يكون رسولاً حتى يرسله الله إلى الناس مع النبوة، فكل رسول نبيّ وليس كل نبي رسول { وَنَادَيْنَٰهُ } هو تكليم الله له { ٱلطُّورِ } وهو الجبل المشهور بالشام { ٱلأَيْمَنِ } صفة للجانب، وكان على يمين موسى حين وقف عليه ويحتمل أن يكون من اليمن { نَجِيّاً } النجي فعيل وهو المنفرد بالمناجاة وقيل: هو من المناجاة، والأول أصح { مِن رَّحْمَتِنَآ } من سببية أو للتبعيض، وأخاه على الأول مفعول وعلى الثاني بدل { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ } روي أنه وعد رجلاً إلى مكان فانتظره فيه سنة، وقيل: الإشارة إلى صدق وعده في قصة الذبح في قولهسَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ } [الصافات: 102]، وهذا يدل على قول من قال: إن الذبيح هو إسماعيل.