الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً }

{ وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ } خطاب من بعضهم لبعض حين عزموا على الفرار بدينهم { وَمَا يَعْبُدُونَ } عطف على المفعول في اعتزلتموهم: أي تركتموهم وتركتم ما يعبدون { إِلاَّ ٱللَّهَ } أي ما يعبدون من دون الله، وإلا هنا بمعنى غير، وهذا استثناء متصل إن كان قومهم يعبدون الله ويعبدون معه غيره، ومنقطع إن كانوا لا يعبدون الله، وفي مصحف ابن مسعود " وما يعبدون من دون الله " { فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ } هذا الفعل هو العامل في إذ اعتزلتموهم والمعنى أن بعضهم قال لبعض إذا فارقنا الكفار فلنجعل الكهف لنا مأوى، ونتكل على الله فهو يرحمنا ويرفق بنا { مِّرْفَقاً } بفتح الميم وكسرها ما يرتفق به وينتفع.