الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }

{ وَٱسْتَفْزِزْ } أي اخدع واستخف { بِصَوْتِكَ } قيل: يعني الغناء والمزامير، وقيل: الدعاء إلى المعاصي { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم } أي هوّل، وهو من الجلبة وهي الصياح { بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ } الخيل هنا يراد بها الفرسان الراكبون على خيل، والرجل: جمع راجل وهو الذي يمشي على رجليه فقيل: هو مجاز واستعارة بمعنى: افعل جهدك، وقيل: إن له من الشيطان خيلاً ورجلاً، وقيل: المراد فرسان الناس ورجالتهم المتصرفون في الشر { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلٰدِ } مشاركته في الأموال بكسبها من الربا، وإنفاقها في المعاصي وغير ذلك، ومشاركته في الأولاد هي بالاستيلاد بالزنا وتسمية الولد عبد شمس وعبد الحارث وشبه ذلك { وَعِدْهُمْ } يعني: المواعدة الكاذبة من شفاعة الأصنام وشبه ذلك.