الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً } * { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً }

{ وَجَعَلْنَٰهُ هُدًى } يحتمل أن يعود الضمير على الكتاب أو على موسى { أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً } أي رباً تكلون إليه أمركم، وأن يحتمل أن تكون مصدرية أو مفسرة { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ } نداء، وفي ندائهم بذلك تلطف وتذكير بنعمة الله، وقيل: هي مفعول تتخذوا، ويتعين معنى ذلك على قراءة من قرأ يتخذ بالياء ويعني بمن حملنا مع نوح أولاده الثلاثة وهم سام وحام ويافث، ونساؤهم، ومنهم تناسل الناس بعد الطوفان { إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً } أي كثير الشكر كان يحمد الله على كل حال، وهذا تعليل لما تقدم أي كونوا شاكرين كما كان أبوكم نوح.