الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً } الآية: مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام، وإنما قال: لا يقدر على شيء، لأن بعض يقدرون على بعض الأمور كالمكاتب والمأذون له { وَمَن رَّزَقْنَٰهُ } من هنا نكرة موصوفة، والمراد بها من هو حر قادر كأنه قال: وحرّاً رزقناه ليطابق عبداً، ويحتمل أن تكون موصولة { هَلْ يَسْتَوُونَ } أي هل يستوي العبيد والأحرار الذي ضرب لهم المثل { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } شكراً لله على بيان هذا المثال ووضوح الحق { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني الكفار.