{ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ } يعني الذين هاجروا من مكة إلى أرض الحبشة، لأن الهجرة إلى المدينة كانت بعدها، وقيل: نزلت في أبي جندل بن سهيل وخبره مذكور في السير في قصة الحديبية، وهذا بعيد لأن السورة نزلت قبل ذلك { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } وعد أن ينزلهم بقعة حسنة، وهي المدينة التي استقروا بها، وقيل: إن حسنة صفة لمصدر؛ أي نبوئنهم تبوئة حسنة وقرئ لنثوبنهم بالثاء من الثواب { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } وصف للذين هاجروا، ويحتمل إعرابه أن يكون نعتاً أو على تقدير: هم الذين أو مدح الذين { إِلاَّ رِجَالاً } ردّ على من استبعد أن يكون الرسول من البشر { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } يعني أحبار اليهود والنصارى، أي لأن جميعهم يشهدون أن الرسول من البشر.