الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ٱجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } فيه وجهان: أحدهما أنه كان وحده أمة من الأمم بكماله وجمعه لصفات الخير كقول الشاعر:
فليس على الله بمستنكر   أن يجمع العالم في واحد
والآخر: أن يكون أمة بمعنى إمام كقوله:إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } [البقرة: 124] قال ابن مسعود: والأمة معلم الناس الخير، وقد ذكر معنى القانت والحنيف { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } يعني لسان الصدق، وأن جميع الأمم متفقون عليه، وقيل: يعني المال والأولاد { لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ } أي من أهل الجنة { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } نفى عنه الشرك لقصد الرد على المشركين من العرب الذين كانوا ينتمون إليه.