الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } * { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } * { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ }

{ كَلِمَةً طَيِّبَةً } [قال] ابن عباس وغيره هي: لا إله إلا الله وقيل: كل حسنة { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ } هي النخلة في قول الجمهور، واختار ابن عطية أنها شجرة غير معينة، إلا أنها كل ما اتصف بتلك الصفات { وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } أي في الهواء، وذلك عبارة عن طولها { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } الحين في اللغة وقت غير محدود وقد تقترن به قرينة تحده، وقيل: في كل حين كل سنة لأن النخلة تطعم في كل سنة، وقيل: غير ذلك { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ } هي كلمة الكفر، وقيل: كل كلمة قبيحة { كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } هي الحنظلة عند الجمهور، واختار ابن عطية غير معينة { ٱجْتُثَّتْ } أي اقتلعت وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثة، وهذا في مقابلة قوله: أصلها ثابت { بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } هو لا إله إلا الله، والإقرار بالنبوة { فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } أي إذا فتنوا لم يزلوا { وَفِي ٱلآخِرَةِ } هو عند السؤال في القبر عند الجمهور.