الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } * { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } * { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ }

{ وَٱسْتَفْتَحُواْ } الضمير للرسل أي استنصروا بالله وأصله طلب الفتح وهو الحكم { جَبَّارٍ } أي قاهر أو متكبر { عَنِيدٍ } مخالف للانقياد { مِّن وَرَآئِهِ } في الموضعين والوراء هنا بمعنى ما يستقبل من الزمان، وقيل: معناه هنا أمامه وهو بعيد { وَيُسْقَىٰ } معطوف على محذوف تقديره من ورائه جهنم يلقى فيها ويسقى، وإنما ذكر هذا السقي تجريداً بعد ذكر جهنم، لأنه من أشد عذابها { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } أي يتكلف جرعه وتصعب عليه إساغته، ونفي كاد يقتضي وقوع الإساغة بعد جهد، ومعنى يسيغه يبتلعه { وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } أي يجد الماء مثل ألم الموت وكربته من جميع الجهات { وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } أي لا يراح بالموت.