{ يٰصَاحِبَيِ ٱلسِّجْنِ } نسبهما إلى السجن إما لأنهما سكناه أو لأنهما صاحباه فيه، كأنه قال يا صاحبيَّ في السجن { ءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ } الآية: دعاهما إلى توحيد الله، وأقام عليهما الحجة رغبة في إيمانهما { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَآءً } أوقع الأسماء هنا موقع المسميات والمعنى سميتم ما لا يستحق الألوهية آلهة ثم عبدتموها { مِن سُلْطَٰنٍ } أي حجة وبرهان { فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً } يعني الملك { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا } الظن هنا يحتمل أن يكون بمعنى اليقين، لأن قوله: قضي الأمر يقتضي ذلك، أو يكون على بابه، لأنه عبارة الرؤيا ظن { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } يعني الملك { فَأَنْسَٰهُ ٱلشَّيْطَٰنُ ذِكْرَ رَبِّهِ } قيل: الضمير ليوسف، أي نسي في ذلك الوقت أن يذكر الله، ورجا غيره فعاقبه الله على ذلك بأن لبث في السجن، وقيل: الضمير للذي نجا منهما، وهو الساقي. أي نسي ذكر يوسف عند ربه، فأضاف الذكر إلى ربه إذ هو عنده، والرب على هذا التأويل الملك { بِضْعَ سِنِينَ } البضع من الثلاثة إلى العشرة، وقيل: إلى التسعة، وروي أن يوسف عليه السلام سجن خمس سنين أولاً، ثم سجن بعد قوله ذلك سبع سنين.