الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } * { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } احتجاج على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بإخباره بالغيوب { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم تأكيداً لحجته والضمير لأخوة يوسف { إِذْ أَجْمَعُوۤاْ } أي عزموا { وَهُمْ يَمْكُرُونَ } يعني فعلهم بيوسف { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } عموم لأن الكفار أكثر من المؤمنين، وقيل أراد أهل مكة { وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } اعتراض أي لا يؤمنون، ولو حرصت على إيمانهم { وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ } أي لست تسألهم أجراً على الإيمان، فيثقل عليهم بسبب ذلك، وهكذا معناه حيث وقع { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ } يعني المخلوقات والحوادث الدالة على الله سبحانه { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } نزلت في كفار العرب الذي يقرون بالله ويعبدون معه غيره، وقيل: في أهل الكتاب لقولهم: عزير ابن الله والمسيح ابن الله { غَٰشِيَةٌ } هي ما يغشى ويعم.