الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } * { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } * { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }

{ وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ } قيل: قائمة خلف الستر، وقيل: قائمة في الصلاة، وقيل: قائمة تخدم القوم، واسمها سارة { فَضَحِكَتْ } قيل: معناه حاضت، وهو ضعيف، وقال الجمهور: هو الضحك المعروف واختلفوا من أي شيء ضحكت، فقيل: سروراً بالولد الذي بشرت به؛ ففي الكلام على هذا تقديم وتأخير، وقيل: سروراً بالأمن بعد الخوف، وقيل: سروراً بهلاك قوم لوط { فَبَشَّرْنَٰهَا بِإِسْحَٰقَ } أسند البشارة إلى ضمير الله تعالى، لأنها كانت بأمره { وَمِن وَرَآءِ إِسْحَٰقَ يَعْقُوبَ } أي من بعده وهو ولده، وقيل: الوراء ولد الولد ويعقوب بالرفع مبتدأ، وبالفتح معطوف على إسحاق { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ } الألف فيه مبدلة من ياء المتكلم، وكذلك في يا لهفي ويا أسفي ويا عجباً، ومعناه التعجب من الولادة، وروي أنها كانت حينئذ بنت تسع وتسعين سنة، وإبراهيم، ابن مائة سنة { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُ عَلَيْكُمْ } يحتمل الدعاء والخبر { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } أي أهل بيت إبراهيم، وهو منصوب بفعل مضمر على الاختصاص، أو منادى { حَمِيدٌ } أي محمود { مَّجِيدٌ } من المجد وهو العلو والشرف.