الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } * { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }

{ وَكُلَّمَا } يحتمل أن يكون جوابها سخروا منه، أو قال إن تسخروا { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } تهديد، ومن يأتيه منصوب بتعلمون { عَذَابٌ يُخْزِيهِ } هو الغرق والعذاب المقيم عذاب النار { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا } غاية لقوله: ويصنع الفلك { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } الذي يوقد فيه عند ابن عباس وغيره، ورُوي أنه كان تنور آدم خلص إلى نوح، وقيل: التنور وجه الأرض { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } المراد بالزوجين: الذكر والأنثى من الحيوان، وقرئ من كل بغير تنوين فعمل احمل في اثنين ومن قرأ بالتنوين عمل احمل في زوجين، وجعل اثنين نعت له على جهة التأكيد { وَأَهْلَكَ } أي قرابتك، وهو معطوف على ما عمل فيه احمل { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } أي من قضي عليه بالعذاب فهو مستثنى من أهله، والمراد بذلك ابنه الكافر وامرأته { وَمَنْ آمَنَ } معطوف على أهلك، أي احمل أهلك ومن آمن من غيرهم { وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } قيل: كانوا ثمانين وقيل عشرة وقيل ثمانية.