{ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ } أي على برهان وأمر جلي، وكذلك في قصة صالح وشعيب { وَآتَٰنِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ } يعني النبوّة { فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ } أي خفيت عليكم، والفاعل على هذا البينة أو الرحمة { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } أي أنكرهكم على قبولها قهراً؟ وهذا هو جواب أرأيتم: ومعنى الآية أن نوحاً عليه السلام قال لقومه: أرأيتم إن هداني الله وأضلكم أأجبركم على الهدى وأنتم له كارهون؟ { لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً } الضمير في عليه عائد على التبليغ { وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } يقتضي أنهم طلبوا منه طرد الضعفاء { إِنَّهُمْ مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ } المعنى أنه يجازيهم على إيمانهم { مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ } أي: من يدفع عني عقاب الله إن ظلمتهم بالطرد { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } الآية: أي لا أدعي ما ليس لي فتنكرون قولي { تَزْدَرِيۤ } أي تحتقر من قولك: زريت الرجل إذا قصرت به، والمراد بالذين تزدري أعينهم: ضعفاء المؤمنين { إِنِّيۤ إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } أي إن قلت للمؤمنين: لن يؤتيهم الله خيراً، والخير هنا يحتمل أن يريد به خير الدنيا والآخرة.