{ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ } اختلف الناس في معنى الولي اختلافاً كثيراً، والحق فيه ما فسره الله بعد هذا بقوله: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } ، فمن جمع بين الإيمان والتقوى فهو الولي، وإعراب { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } صفة للأولياء، أو منصوب على التخصيص، أو مرفوع بإضمار: هم الذين ولا يكون ابتداء مستأنفاً لئلا ينقطع مما قبله { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } أما بشرى الآخرة فهي الجنة اتفاقاً، وأما بشرى الدنيا فيه الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: محبة الناس للرجل الصالح، وقيل: ما بشّر به في القرآن من الثواب { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِ } أي لا تغيير لأقواله ولا خُلْفَ لمواعيده، وقد استدل ابن عمر على أن القرآن لا يقدر أحد أن يبدله.