قولُه تعالى: { رَضُواْ }: فيه وجهان، أحدهما: أنه مستأنفٌ كأنه قال قائل: ما بالُهم استأذنوا في القعود وهم قادرون على الجهاد؟ فَأُجيب بقوله " رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالِفِ ". وإليه مال الزمخشري. والثاني: أنه في محل نصبٍ على الحال و " قد " مقدرةٌ في قوله [ " رَضُوا " ]. وقوله: { وَطُبَعَ } نسقٌ على " رضُوا " تنبيهاً على أن السببَ في تخلُّفهم رضاهم بقعودهم وطَبْعُ الله على قلوبهم. وقوله { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلىٰ } فأتىٰ بـ " على " وإن كان قد يَصِل بـ " إلى " لفَرْقٍ ذكروه: وهو أنَّ " على " تدل على الاستعلاء وقلة مَنَعَة مَنْ تدخل عليه نحو: لي سبيل عليك، ولا سبيلَ لي عليك، بخلافِ " إلى ". فإذا قلت: " لا سبيل عليك " فهو مغايرٌ لقولِك: لا سبيلَ إليك. ومن مجيء " إلى " معه، قوله: