الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ }

قوله تعالى: { أَن تُنَزَّلَ }: مفعولٌ به ناصبُه يحذر، فإن " يَحْذَر " متعدٍّ بنفسِه لقوله تعالىٰ:وَيُحَذِّرْكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } [آل عمران: 30] لولا أنه متعدٍّ في الأصل لواحدٍ لَما اكتسب التضعيف مفعولاً ثانياً، ويدلُّ عليه أيضاً ما أنشده سيبويه:
2511 ـ حَذِرٌ أُموراً لا تَضيرُ وآمِنٌ   ما ليسَ مُنْجيَه من الأَقْدارِ
وفي البيت كلامٌ، قيل: إنه مصنوع، وهو فاسد أتقنت حكايته في " شرح التسهيل " وقال المبرد: " إنَّ " حَذِر لا يتعدىٰ " قال: لأنه من هَيْئات النفسِ كفَزِع، وهذا غير لازم فإنَّ لنا من هيئات النفس ما هو متعدٍ كخاف وخشِي فإنَّ " تُنَزَّل " عند المبرد على إسقاط الخافض أي: مِنْ أَنْ تُنَزَّل. وقوله " تُنَبِّئهم " في موضع الرفع صفةً لـ " سورة ".