الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ }

قوله: { فَتَنفَعَهُ }: قرأ عاصم بنصبه، والباقون برفعه. فأمَّا نصبُه فعلى جوابِ الترجِّي كقوله:فَأَطَّلِعَ } في سورة المؤمن [الآية: 37] وهو مذهبٌ كوفيٌّ، وقد تقدَّم الكلامُ في ذلك. وقال ابن عطية: " في جواب التمني؛ لأنَّ قولَه " أو يَذَّكَّرُ " في حكم قولِه " لعلَّه يزَّكَّى ". قال الشيخ: " وهذا ليس تمنياً إنما هو تَرَجٍّ ". قلت: إنما يريد التمنيَ المفهومَ من الكلام، ويدلُّ له ما قال أبو البقاء: " وبالنصب على جواب التمنِّي في المعنى " وإلاَّ فالفرقُ بين التمني والترجِّي لا يَجْهَلُه أبو محمد. وقال مكي: " مَنْ نصبه جَعَلَه جوابَ " لعلَّ " بالفاء لأنه غيرُ موجَبٍ فأشبه التمنيَ والاستفهامَ، وهو غيرُ معروفٍ عند البصريين ".

وقرأ عاصمٌ في ورايةٍ والأعرجُ " أو يَذْكُرُ " بسكونِ الذالِ وتخفيفِ الكافِ مضومةً مضارعَ ذَكَرَ.