الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }

قوله تعالى: { يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: قرأ ابن عامر والأعرج " تتوفَّى " بتاء التأنيث في " تتوفَّى " لتأنيث الجماعة. والباقون بياء الغيبة وفيها تخريجان: أظهرهما: ـ لموافقة قراءة مَنْ تقدم ـ أن الفاعل الملائكة وإنما ذُكِّر للفصل؛ لأن التأنيث مجازي. والثاني: أن الفاعل ضمير الله تعالى لتقدُّم ذِكْرِه، و " الملائكةُ " مبتدأ و " يَضْربون " خبره. وفي هذه الجملةِ حينئذٍ وجهان أحدُهما: أنها حالٌ من المفعول. والثاني: أنها استئنافيةٌ جواباً لسؤالٍ مقدر، وعلى هذا فيوقف على " الذين كفروا " بخلاف الوجهين قبله. وضعَّف ابنُ عطية وجهَ الحال بعدم/ الواو، وليس بضعيفٍ لكثرة مجيء الجملة الحالية مشتملة على ضمير ذي الحال خاليةً من واو نظماً ونثراً. وعلى كون " الملائكة " فاعلاً يكون " يَضْربون " جملةً حاليةً سواءً قرئ بالتأنيث أم بالتذكير. وجوابُ " لو " محذوفٌ للدلالة عليه أي: لرأيت أمراً عظيماً.

قوله: { وَذُوقُواْ } هذا منصوب بإضمار قول الملائكة أي: يضربونهم ويقولون لهم: ذوقوا. وقيل: الواو في " يَضْربون " للمؤمنين، أي: يَضْربونهم حالَ القتال وحال تَوَفِّي أرواحِهم الملائكة.

قوله: { وَأَنَّ ٱللَّهَ } عطفٌ على " ما " المجرورة بالياء أي: ذلك بسببِ تقديم أيديكم، وبسبب أنَّ الله ليس بظلاَّمٍ للعبيد.