قوله: { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ }: العامَّةُ على النصبِ على الاشتغال، وهذا الراجحُ لتقدُّمِ جملةٍ فعليةٍ. وقرأ أبو السَّمَّال برفعِه على الابتداء وما بعدَه الخبرُ. وهذه الجملةُ مُعْتَرَضٌ بها بين السبب والمُسَبَّب؛ لأنَّ الأَصل: وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً فذوقوا. فقوله " فذوقوا " مُتَسَبِّبٌ عن تكذيبهم. قوله: { كِتَاباً } فيه أوجهٌ: أحدُها: أنه مصدرٌ مِنْ معنى " أَحْصَيْنا " ، أي: إحصاءً. فالتجوُّزُ في نفسِ المصدرِ. الثاني: أنَّه مصدرٌ لـ " أَحْصَيْنا " لأنَّه في معنى " كَتَبْنا " فالتجوُّزُ في نفسِ الفعلِ. قال الزمخشري: " لالتقاءِ الإِحصاء والكَتْبِ في معنى الضَّبْطِ والتحصيل ". الثالث: أَنْ يكونَ منصوباً على الحالِ بمعنى: مكتوباً في اللوح.