الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }

قوله: { يُوفُونَ }: يجوز أَنْ يكونَ مستأنفاً لا محلَّ له البتةَ، ويجوزُ أَنْ يكونَ خبراً لكان مضمرةً، قال الفراء: " التقديرُ: كانوا يُوْفُوْن بالنَّذْر في الدنيا، وكانوا يخَافون " انتهى. وهذا ما لا حاجةَ إليه. الثالث: أنه جوابٌ لمَنْ قال: ما لم يُرْزَقون ذلك؟. قال الزمخشري: " يُوْفُوْن " جوابُ مَنْ عَسَى يقول: ما لم يُرْزَقون ذلك "؟ قال الشيخ: " واستعمل " عَسَى " صلةً لمَنْ وهو لا يجوزُ، وأتى بالمضارع بعد " عَسَى " غيرَ مقرونٍ بـ " أَنْ " / وهو قليلٌ أو في الشعر ".

قوله: { كَانَ شَرُّهُ } في موضع نصبٍ صفةً لـ " يَومْ ". والمُسْتَطِير: المنتشر يُقال: استطار يَسْتطير اسْتِطارَةً فهو مُسْتَطير، وهو استفعل من الطَّيران قال الشاعر:
4443ـ فباتَتْ وقد أسْأَرَتْ في الفؤا   دِصَدْعاً عل نَأْيِها مُسْتطيرا
وقال الفراء: " المُسْتطير: المُسْتطيل ". قلت كأنه يريدُ أنه مِثْلُه في المعنى، لا أنه أَبْدَل من اللامِ راءً. والفجرُ فجران: مستطيلٌ كذَنَبِ السِّرحان وهو الكاذِبُ، ومُسْتطيرٌ وهو الصادِقٌ لانتشارِه في الأُفُق.