الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }

قوله: { فَوَجَدْنَاهَا }: فيها وجهان، أظهرُهما: أنَّها متعدِّيَةٌ لواحدٍ؛ لأنَّ معناها أصَبْنا، وصادَفْنا، وعلى هذا فالجملةُ مِنْ قولِه " مُلِئَتْ " في موضعِ نصبٍ على الحال. والثاني: أنَّها متعدِّيةٌ لاثنينِ، فتكونُ الجملةُ في موضعِ المفعولِ الثاني.

" وحَرَساً " منصوبٌ على التمييزِ نحو: " امتلأ الإِناءُ ماءً ". والحَرَسُ اسمُ جمع لـ حارِس نحو: خَدَم لخادِم، وغَيَب/ لغائِب، ويُجْمَعُ تكسيراً على أحْراس، كقولِ امرىء القيس:
4348ـ تجاوَزْتُ أَحْراساً وأهوالَ مَعْشَرٍ   عليَّ حِراصٍ لو يُشِرُّون مَقْتلي
والحارس: الحافظُ الرقيبُ، والمصدرُ الحِراسةُ. و " شديداً " صفةٌ لـ حَرَس على اللفظِ، كقوله:
4349ـ أخشى رُجَيْلاً ورُكَيْباً عادِياً   
ولو جاءَ على المعنى لقيل: شِداداً بالجمع.

وقوله: { وَشُهُباً } جمعُ شِهاب كـ كِتاب وكُتُب. وهل المرادُ النجومُ أو الحَرَسُ أنفسُهم؟ وإنما عَطَفَ بعضَ الصفاتِ على بعضٍ عند تغايُرِ اللفظِ كقولِه:
4350ـ............................   .......... أتى مِنْ دُونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
وقرأ الأعرج " مُلِيَتْ " بياءٍ صريحةٍ دونَ همزةٍ. ومقاعِد جمعُ مَقْعَد اسمَ مكان.