الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً }

قوله: { وَقَاراً }: يجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً به على معانٍ، منها: ما لكم لا تَأْمُلُوْنَ له تَوْقيراً أي: تعظيماً. قال الزمخشري: " والمعنى: ما لكم لا تكونون على حال تأمُلُون فيها تعظيمَ اللَّهِ إياكم في دارِ الثواب؟ و " لله " بيانٌ للموَقَّرِ، ولو تأخَّر لكان صلةً " انتهى. أي: لو تأخِّر " لله " عن " وَقارا " لكان متعلِّقاً به، فيكونُ التوقيرُ منهم للَّهِ تعالى، وهو عكسُ المعنى الذي قصده. ومنها: لا تخافون للَّهِ حِلْماً وتَرْكَ معاجلةٍ بالعقابِ فتؤمنوا. ومنها: لا تخافون لله عظمةً. وعلى الأولِ يكون الرجاءُ على بابه، وقد تقدَّم أنَّ استعمالَه بمعنى الخوفِ مجازٌ أو مشتركٌ. وأن يكونَ حالاً مِنْ فاعل " تَرْجُون " أي: موقِّرين اللَّهَ تعالى، أي تُعَظِّمونه، فـ " للَّهِ " متعلقٌ بمحذوفٍ على أنه حالٌ مِنْ " وَقارا " ، أو تكون اللامُ زائدةً في المفعول به، وحَسَّنه هنا أمران: كوْنُ العاملِ فَرْعاً، وكونُ المعمولِ مقدَّماً، و " لا تَرْجُون " حالٌ وتقدَّم نظيرُه في المائدة.