الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ }

قوله تعالى: { وَأَمْطَرْنَا }: قال أبو عبيد: " يقال: مُطِر في الرحمة، وأُمْطِر في العذاب " وقال أبو القاسم الراغب: " ويقال: مُطِر في الخير، وأُمْطِر في العذاب، قال تعالى:وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً } [الحجر: 74] وهذا مردودٌ بقوله تعالى:هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } [الأحقاف: 24] فإنهم إنما عَنَوا بذلك الرحمة، وهو مِنْ أَمْطَر رباعياً. ومَطَر وأمْطَر بمعنى واحد يتعديان لواحد يقال: مَطَرتهم السماء وأَمْطرتهم، وقوله تعالى هنا " وأَمْطَرْنا " ضُمِّن معنى " أرسلنا " ولذلك عُدِّي بـ " على " ، وعلى هذا فـ " مَطَراً " مفعول به لأنه يُراد به الحجارة، ولا يُراد به المصدرُ أصلاً، إذ لو كان كذلك/ لقيل: أمطار. ويوم مطير. أي: مَمْطور. ويوم ماطِر ومُمْطِر على المجاز كقوله:فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } [إبراهيم: 18] ووادٍ مطير فقط فلم يُتَجَوَّزْ فيه. ومطير بمعنى مُمْطِر قال:
2243ـ حَمامةَ بطنِ الوادِيَيْنِ تَرَنَّمِي   سقاكِ مِن الغُرِّ الغَوادي مطيرها
فعيل هنا بمعنى فاعل؛ لأنَّ السحاب يُمْطِرُ غيرها. ونكَّر " مطراً " تعظيماً.