قوله تعالى: { إِذْ جَعَلَكُمْ }: في " إذ " وجهان أحدهما: أنه ظرفٌ منصوبٌ بما تضمَّنَتْه الآلاء من معنى الفعل كأنه قيل: واذكروا نِعَمَ اللهِ عليكم في هذا الوقت. ومفعولُ " اذكروا " محذوفٌ لدلالة قوله بعد ذلك: فاذكروا آلاءَ الله، ولأنَّ قوله " إذ جعلكم خُلَفاء " ، وزادكم كذا هو نفس الآلاء، وهذا ظاهرُ قولِ الحوفي. وقال الزمخشري: " إذ " مفعول اذكروا، أي:/ اذكروا هذا الوقتَ المشتمل على النِّعَمِ الجسيمة ". وقوله { فِي ٱلْخَلْقِ }: يُحتمل أن يُراد به المصدر، بمعنى في امتداد قاماتكم، في حُسْن صُوَركم وعِظَم أجسامكم، ويحتمل أن يُرادَ به معنى المفعول به أي: في المخلوقين بمعنى زادكم في الناس مثلكم بسطة عليهم، فإنه لم يكن في زمانِهم مثلُهم في عِظَم الأَجْرام. وَرَدَ في التفسير أنَّ أقصرَهم ستون ذراعاً. وتقدَّم الخلاف في " بَسْطة " في البقرة. قوله: { آلآءَ ٱللَّهِ } أي نِعَمه، وهو جمعٌ مفردُه " إلْيٌ " بكسر الهمزة وسكونِ اللام كحِمْل وأحمال، أو " أُلْي " بضم الهمزة وسكون اللام كقُفل وأقفال، أو " إلَى " بكسرِ الهمزة وفتح اللام كضِلَع وأضلاع وعِنب وأعناب، أو " أَلَى " بفتحها كقفا وأقفاء، قال الأعشى:
2228ـ
أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزال ولا
يقطعُ رَحْمي ولا يَخُونُ إلى
يُنشد بكسر الهمزة وهو المشهور وبفتحها ومثله " الآناء " جمع إنْي أو أُنْي أو إنَى أو أَنَى. وقال الأخفش: " إنْوٌ ". والآناء: الأوقات كقوله:{ وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ } [طه: 130] وسيأتي.