قوله تعالى: { بِرِسَالاَتِي }: أي: بسبب. وقرأ الحرميَّان: برسالتي بالإِفراد، والمراد به المصدر أي: بإرسالي إياك، ويجوز أن يكون على حَذْفِ مضاف، أي: بتبليغِ رسالتي. والرسالة: نفسُ الشيء المرسل به إلى الغير. وقرأ الباقون بالجمع اعتباراً بالأنواع، وقد تقدَّم ذلك في المائدة والأنعام. وقرأ العامة " وبكلامي " وهو محتملٌ أن يُراد به المصدرُ، أي: بتكليمي إياك، فيكون كقوله{ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } [النساء: 164] وقوله:
2288ـ..................
فإنَّ كلامَها شفاءٌ لِما بيا
أي: بتكليمي إياها، ويحتمل أن يكونَ المرادُ به التوراة وما أوحاه إليه من قولهم للقرآن " كلام الله " تسميةً للشيء بالمصدر. وقَدَّم الرسالة على الكلام لأنها أسبقُ أو ليترقَّى إلى الأشرفِ. وكرر حرف الجرِّ تنبيهاً على مغايرة الاصطفاء. وقرأ الأعمش: " برسالاتي وبكَلِمِي " جمع كلمة، ورَوَى عنه المهدوي أيضاً " وتكليمي " على زنة التفعيل، وهي تؤيد أن الكلامَ مصدرٌ. وقرأ أبو رجاء " برسالتي " بالإِفراد و " بكَلِمي " بالجمع، أي: وبسماع كلمي.