الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ }

قوله: { يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ }: هذه المسألةُ عَدَّها النحاةُ من الإِعمالِ، وذلك أنَّ " تعالَوا " يطلبُ " رسولُ الله " مجروراً بـ إلى، أي: تعالَوا إلى رسولِ الله، و " يَسْتغفر " يَطْلبه فاعلاً، فأعمل الثاني، ولذلك رفعَه، وحَذَف من الأول؛ إذ التقدير: تعالَوْا إليه، ولو أَعْمل الأولَ لقيل: إلى رسولِ الله/ يَسْتغفر، فيُضمر في " يَسْتغفر " فاعلٌ ويمكن أَنْ يقال: ليَستْ هذه من الإِعمال في شيء لأنَّ قولَه: " تعالَوْا " أمرٌ بالإِقبال من حيث هو، لا بالنَّظر إلى مُقْبَلٍ عليه.

قوله: { لَوَّوْا } هذا جوابُ " إذا ". وقرأ نافع " لَوَوْا " مخففاً، والباقون مشدَّداً على التكثير و " يَصُدُّون " حال لأنَّ الرؤيةَ بَصَريَّةٌ، وكذا قولُه " وهم مُستكبرون " حالٌ أيضاً: إمَّا من صاحب الحالِ الأولى، وإمَّا مِنْ فاعل " يَصُدُّون " فتكونُ متداخلةً. وأتى بـ " يَصُدُّون " مضارعاً دلالةً على التجدُّدِ والاستمرار. وقرِىء " يَصِدُّون " بالكسر وقد تقدَّمنا في الزخرف.