الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ }

وقوله: { غَضِبَ ٱللَّهُ }: صفةٌ لـ " قَوْماً وكذلك " قد يَئِسُوا ".

قوله: { مِنَ ٱلآخِرَةِ } " مِنْ " لابتداء الغاية أي: إنهم لا يُوقنون بالآخرةِ البتةَ. و { مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ } فيه وجهان، أحدُهما: أنها لابتداء الغايةِ أيضاً، كالأولى، والمعنى أنهم لا يُوقنون ببَعْثِ الموتى البتَةَ، فيَأْسُهم من الآخرةِ كيأسِهم مِنْ مَوْتاهم لاعتقادِهم عَدَم بَعْثِهم. والثاني: أنَّها لبيانِ الجنس، يعني/ أنَّ الكفارَ هم أصحابُ القبورِ. والمعنى: أن هؤلاء يئسوا من الآخرة كما يَئِس الكفارُ، الذين هم أصحابُ القبور، مِنْ خيرِ الآخرة، فيكون متعلَّقُ " يَئِس " الثاني محذوفاً. وقرأ ابنُ أبي الزناد " الكافرُ " بالإِفراد. والله أعلمُ.