قوله تعالى: { فِي قِرْطَاسٍ }: يجوز أن يتعلق بمحذوف على انه صفة لكتاب، سواء أريد بكتاب المصدرُ أم الشيء المكتوب. ويجوز أن يتعلَّق بنفس " كتاباً " سواء أريد به المصدر أم الشيء المكتوب. ومن مجيء الكتاب بمعنى مكتوب قوله:
1869-............... صحيفةً
أَتَتْكَ من الحَجَّاج يُتْلى كتابُها
وفي النفس مِنْ جَعْلِ " كتاباً " في الآية الكريمة مصدراً شيء؛ لأن نفس الكتاب لا تُوصف بالإِنزال إلا بتجوُّز بعيد، ولكنهم قد قالوه هنا، ويجوز أن يتعلَّق " في قرطاس " بـ " نَزَّلْنا ". والقِرْطاس: الصحيفة يُكتب فيها تكون من رَقَّ وكاغد، بكسر القاف وضمها، والفصيح الكسر، وقرئ بالضم شاذاً نقله أبو البقاء والقِرْطاس: اسم أعجمي معرَّب، ولا يقال قرطاس إلا إذا كان مكتوباً وإلا فهو طِرْس وكاغَد، وقال زهير:
1870- لها أخاديدُ مِنْ آثارِ ساكنها
كما تردَّدَ في قِرْطاسِه القلمُ
قوله: { فَلَمَسُوهُ } الضمير المنصوب يجوز أن يعود على القِرْطاس، وان يعود على " كتاب " بمعنى مكتوب. و " بأيديهم " متعلق بـ " لَمَسَ ". والباء للاستعانة كعملت بالقَدُوم. و " لقال " جواب لو، جاء على الأفصح من اقتران جوابها المثبت باللام. قوله: { إِنْ هَـٰذَآ } " إنْ " نافية، و " هذا " مبتدأ، و " إلا سحرٌ " خبره فهو استثناء مفرغ، والجملةُ المنفيَّة في محل نصب بالقول، وأوقع الظاهرَ موقع المضمر في قوله " لقال الذين كفروا " شهادةً عليهم " بالكفر. والجملة الامتناعية لا محلَّ لها من الإِعراب لاستئنافها.