الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ رُدُّوۤاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَاسِبِينَ }

قوله تعالى: { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ }: صفتان لله. وقرأ الحسن والأعمش: " الحقَّ " نصباً، وفيه تاويلان، أظهرهما: أنه نعت مقطوع. والثاني: أنه نعتُ مصدرٍ محذوف أي: رَدُّوا الردَّ الحقَّ لا الباطل. وقرئ: { رِدُّوا } بكسر الراء، وتقدَّم تخريجها مستوفى. والضمير في " مولاهم " فيه ثلاثة أوجه، أظهرهما: أنه للعباد في قوله { فَوْقَ عِبَادِهِ } فقوله: { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم } التفاتٌ، إذا الأصل: ويرسل عليهم وفائدة هذا الالتفات التنبيهُ والإِيقاظ. والثاني: أنه يعود على الملائكة المعنيِّين بقوله: " رسلنا " ، يعني أنهم يموتون كما يموت بنو آدم ويُرَدُّون إلى ربهم. والثالث: أنه يعود على " أحد " في قوله: { إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ } إذ المراد به الجمع لا الإِفراد.