الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { كَيْفَ كَذَبُواْ }: " كيف " منصوب على حدِّ نَصْبها في قوله:كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ } [البقرة: 28] وقد تقدَّم بيانه. و " كيف " وما بعدها في محل نصب بـ " انظر " لأنها معلِّقة بها عن العمل. و " كَذَبوا " وإن كان معناه مستقبلاً لأنه في يوم القيامة، فهو لتحقُّقِه أبرزه في صورة الماضي. وقوله: " وضَلَّ " يجوز أن يكونَ نَسَقاً على " كَذَبوا " فيكون داخلاً في حَيِّز النظر، ويجوز أن يكونَ استئنافَ إخبارٍ فلا يندرجُ في حَيِّزِ المنظور إليه، وقوله: " ما كانوا " يجوز في " ما " أن تكون مصدرية أي: وضلَّ عنهم افتراؤهم، وهو قولُ ابن عطية. ويجوز أن تكونَ موصولةً اسمية، أي: وضَلَّ عنهم الذين كانوا يفترونه، فعلى الأول لا يُحْتاج إلى ضمير عائد على " ما " عند الجمهور، وعلى الثاني لا بد من ضمير عند الجميع.