الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى: { وَلَهُ مَا سَكَنَ }: جملة من مبتدأ وخبر، وفيها قولان، أظهرهما: أنها استئناف إخبار بذلك. والثاني: أنها في محل نصب نسقاً على قوله " لله " أي على الجملة المحكية بـ قل أي: قل: هو لله وقل: له ما سكن. و " ما " موصولة بمعنى الذي، ولا يجوز غيرُ / ذلك. و " سَكَنْ " قيل: معناه ثبت واستقر، ولم يذكر الزمخشري غيره. وقيل: هو مِنْ سَكَن مقابل تَحَرَّك، فعلى الأول لا حَذْفَ في الآية الكريمة، قال الزمخشري: " وتَعَدِّيه بـ في كما في قوله:وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } [إبراهيم: 45]. ورجَّح هذا التفسيرَ ابن عطية. وعلى الثاني اختلفوا، فمنهم مَنْ قال: لا بد من محذوفٍ لفهم المعنى، وقدَّر ذلك المحذوفَ معطوفاً فقال: تقديره: وله ما سكن وما تحرك، كقوله في موضع آخر:تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } [النحل: 81] أي: والبرد، وحَذْفُ المعطوف فاشٍ في كلامهم، وأنشد:
1872- كأنَّ الحصى مِنْ خلفِها وأمامِها   إذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَرا
1873- فما كان بين الخيرِ لو جاء سالماً   أبو حُجُرٍ إلا ليلٍ قلائلُ
يريد: رجلها ويدها، وبين الخير وبيني. ومنهم مَنْ قال: لا حَذْفَ؛ لأنَّ كل متحرك قد يُسَكَّن. وقيل: لأن المتحرك أقلُّ والساكن أكثر، فلذلك أوثر بالذكر.