الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ }

قوله: { مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ }: فيه أوجه، أحدها: أَنْ تكونَ " مِنْ " الأولى لابتداء الغاية، والثانية للبيان أي: مُبْتَدِئون الأكلَ من شجرٍ هو زَقُّوم. الثاني: أَنْ تكونَ " مِنْ " الثانيةُ صفةً لشجر، فتتعلَّقَ بمحذوفٍ أي: مستقرٍ. والثالث: أَنْ تكونَ " مِنْ " الأولى مزيدةً أي: لآكلون شجراً، و " مِنْ " الثانيةُ على ما تقدَّم فيها من الوجهَيْن. الرابع: عكسُ هذا، وهو أَنْ تكونَ الثانيةُ مزيدةً أي: لآكلون زَقُّوماً، و " مِنْ " الأُولى للابتداء، أو في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ " زَقُّوم " أي: كائناً مِنْ شجرٍ، ولو تأخَّر لكان صفةً. الخامس: أنَّ " مِنْ شجر " صفةٌ لمفعولٍ محذوفٍ أي: لآكلون شيئاً مِنْ شجرٍ، " ومِنْ زَقُّوم " على هذا نعتٌ لشجر، أو لشيء المحذوفِ. السادس: أنَّ الأولى للتبعيض، والثانيةَ بدلٌ منها، والضميرُ في " منها " عائدٌ على الشجر. وفي " عليه " للشجر أيضاً، وقد تقدَّم أنه يجوزُ تذكيرُ اسم الجنس وتأنيثُه، وأنهما لغتان. وقيل: في " عليه " عائدةٌ على الزقوم. وقال أبو البقاء: " للمأكول ". وقال ابن عطية: " للمأكول أو الأكل ". انتهى وفي قوله: " الأكل " بُعْدٌ. وقال الزمخشري: " وأنَّثَ ضميرَ الشجر على المعنى، وذكَّره على اللفظ في " منها " و " عليه ". ومَنْ قرأ { مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } فقد جعل الضميرين للشجرةِ، وإنما ذكَّر الثاني على تأويلِ الزَّقُّوم لأنه تفسيرُها ".