الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ }

قوله: { بِسَلاَمٍ }: حالٌ من فاعل " ادْخلوها " ، أي: سالمين من الآفات، فهي حالٌ مقارِنةٌ أو مُسَلَّماً عليكم، فهي حالٌ مقدرةٌ كقوله:فَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر: 73] كذا قيل. وفيه نظر؛ إذ لا مانعَ من مقارنة تسليم الملائكةِ عليهم حالَ الدخول بخِلافِفَٱدْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [الزمر: 73]فإنه لا يُعْقَلُ الخلودُ إلاَّ بعد الدخولِ.

قوله: { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } قال أبو البقاء: " أي زمنُ ذلك يومُ الخلود " كأنه جَعَلَ ذلك إشارةً إلى ما تقدَّم مِنْ إنعام اللَّهِ عليهم بما ذُكِرَ. ولا حاجةَ إلى ذلك؛ بل ذلك مُشارٌ به لما بعدَه من الزمانِ كقولك " هذا زيدٌ ".

قوله: { فِيهَا } يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بـ يَشاؤُون، ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الموصول، أو مِنْ عائِده والأولُ أَوْلى.