الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }

قوله: { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }: يجوزُ أَنْ تكونَ " ما " نكرةً موصوفةً و " عتيدٌ " صفتُها و " لَدَيَّ " متعلقٌ بـ " عتيدٌ " أي: هذا شيءٌ عَتيدٌ لديَّ أي: حاضرٌ عندي. ويجوزُ على هذا أَنْ يكونَ " لديَّ " وصفاً لـ " ما " ، و " عتيدٌ " صفةٌ ثانيةٌ، أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي: هو عتيدٌ. ويجوزُ أَنْ تكونَ موصولةً بمعنى الذي. و " لَدَيَّ " صلتُها و " عتيدٌ " خبرُ الموصولِ، والموصولُ وصلتُها خبرُ الإِشارةِ. ويجوزُ أَنْ تكون " ما " بدلاً مِنْ " هذا " موصولةً كانت أو موصوفةً بـ " لَدَيَّ " و " عتيدٌ " خبرُ " هذا ". وجَوَّز الزمخشريُّ في " عَتيدٌ " أَنْ يكونَ بدلاً أو خبراً بعد خبر أو خبرَ مبتدأ محذوفٍ./ والعامَّةُ على رفعِه، وعبد الله نصبَه حالاً. والأجودُ حينئذٍ أَنْ تكونَ " ما " موصولةً؛ لأنها معرفةٌ، والمعرفةُ يَكْثُرُ مجيءُ الحالِ منها. قال أبو البقاء: " ولو جاء ذلك في غيرِ القرآنِ لجاز نصبُه على الحالِ ". قلت: قد جاء ما وَدَّه ولله الحمدُ، وكأنَّه لم يَطَّلعْ عليها قراءةً.