الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ }: كقوله:كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } [البقرة: 260] وقد تقدَّم قولُه: { وَعِنْدَهُمُ ٱلتَّوْرَاةُ } الواوُ للحالِ، و " التوراة " يجوز أن يكونَ متبدأً والظرفُ خبرُه، ويجوز أَنْ يكونَ الظرفُ حالاً و " التوراة " فاعلٌ به لاعتمادِه على ذي الحال، والجملةُ الاسميةُ أو الفعلية في محل نصب على الحال. وقوله: { فِيهَا حُكْمُ ٱللَّهِ } " فيها " خبرٌ مقدم و " حكم " مبتداٌ أو فاعلٌ كما تقدَّم في " التوراة " والجملةُ حال من " التوراة " أو الجار وحده، و " حكم " مصدرٌ مضافٌ لفاعله. وأجاز الزمخشري ألاَّ يكونَ لها محلٌّ من الإِعراب، بل هي مبيِّنة لأنَّ عندهم ما يُغْنيهم عن التحكيمِ، كما تقولُ: " عندكَ زيدٌ ينصحك ويُشير عليك بالصواب فما تصنعُ بغيرِه؟ " وقوله: { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ } معطوفٌ على " يحكِّمونك " فهو في سياقِ التعجبِ المفهومِ من " كيف ".