قوله تعالى: { فَمَن يَمْلِكُ }: الفاءُ عاطفةٌ هذه الجملةَ على جملة مقدرة قبلها، والتقديرُ: قل كذبوا - أوليس الأمر كذلك - فمن يملك؟ وقوله: " من الله " في احتمالان، أظهرهما: أنه متعلق بالفعل قبله. والثاني: ذَكَره أبو البقاء أنه حال من " شيئاً " يعني من حيث إنه كان صفةً في الأصل للنكرة فقُدِّم عليها فانتصب حالاً، وفيه بٌعْدٌ أو منعٌ. وقوله: { فَمَنْ } استفهامُ توبيخ وتقرير، وهو دالٌ على جواب الشرط بعده عند الجمهورِ. وقوله: { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من باب عطف العام على الخاص حتى يبالِغَ في نفي الإِلهية عنهما، فكأنه نصَّ عليهما مرتين مرة بذكرهما مفردين، ومرةً باندراجِهما في العموم و " جميعاً " حالٌ من المسيح وأمه ومَنْ في الأرض، أو من " مَنْ " وحدها لعمومها، ويجوز أن تكونَ منصوبةً على التوكيد مثل " كل " ، وذكرها بعض النحويين من ألفاظ التوكيد. وقوله: { يَخْلُق } جملةٌ لا محلَّ لها لاستئنافها.