قوله: { إِثْمٌ }: جعلَ الزمخشريُّ همزه بدلاً من واوٍ. قال: " لأنه يَثِمُ الأعمال أي: يكسِرُها " وهذا غيرُ مُسَلَّمٍ بل تلك مادةٌ أخرى. ولا تَجَسَّسوا: التجسُّسُ: التتبُّع، ومنه الجاسوسُ والجَسَّاسَةُ. وجَواسُّ الإِنسان وحواسُّه: مشاعِرُه:، وقد قرأ هنا بالحاء الحسنُ وأبو رجاء وابن سيرين. قوله: { مَيْتاً } نصبٌ على الحالِ من " لحم " أو " أخيه " وتقدَّم الخلافُ في " مَيْتا ". قوله: { فَكَرِهْتُمُوهُ } قال الفراء: " تقديرُه: فقد كرهتموه فلا تَفْعَلُوه ". وقال أبو البقاء: " المعطوفُ عليه محذوفٌ تقديره: عَرَضَ عليكم ذلك فكرِهْتموه، والمعنى: يُعْرَضُ عليكم فتكرهونه. وقيل: إنْ صَحَّ ذلك عندكم فأنتم تَكْرهونه " وقيل: هو خبرٌ بمعنى الأمرِ كقولهم: " اتقى اللَّهَ امرؤٌ فَعَلَ خيراً يُثَبْ عليه ". وقرأ أبو حيوةَ والجحدري " فَكُرِّهْتُموه " بضمِّ الكاف وتشديدِ الراءِ عُدِّيَ بالتضعيفِ إلى ثانٍ، بخلافِ قولِه أولاً:{ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ } [الآية: 7]، فإنه وإنْ كان مُضَعَّفاً لم يَتَعَدَّ إلاَّ لواحدٍ لتضمُّنِه معنى بَغَّض.