قوله: { إِذْ جَعَلَ }: العاملُ في الظرفِ: إما " لَعَذَّبْنا " أو " صَدُّوكم " أو اذكُرْ، فيكونُ مفعولاً به. قوله: " في قلوبهم " يجوز أَنْ يتعلَّقَ بـ جَعَلَ على أنها بمعنى أَلْقى فتتعدَّى لواحدٍ أي: إذ ألقى الكافرونَ في قلوبِهم الحميةَ، وأن يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه مفعولٌ ثانٍ قُدِّمَ على أنها بمعنى صَيَّرَ. قوله: " حَمِيَّةَ الجاهليةِ " بدلٌ مِنْ " الحميةَ " قبلها. والحميَّةُ: الأنَفَةُ من الشيءِ. وأنشد للمتلمِّس:
4080 ـ ألا إنني منهمْ وعِرْضي عِرْضُهُمْ
كذا الرأسُ يَحْمي أنفَه أَنْ يُهَشَّما
وهي المَنْعُ، ووزنُها فعيلة، وهي مصدرٌ يقال: حَمَيْتُ عن كذا حَمِيَّةً. قوله: " وكانوا أحَقَّ " الضميرُ يجوزُ أَنْ يعودَ على المؤمنين، وهو الظاهر أي: أحقَّ بكلمةِ التقوى من الكفار. وقيل: يعودُ على الكفار/ أي: كانت قُرَيْشٌ أَحَقَّ بها لولا حِرْمانُهم.