الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ }

قوله: { أَن تُفْسِدُواْ }: خبرُ " عسى " ، والشرطُ معترضٌ بينهما، وجوابُه محذوفٌ لدلالةِ " فهل عَسَيْتُم " عليه أو هو يُفَسِّره " فهل عَسَيْتُمْ " عند مَنْ يرى تقديمَه. وقرأ عليٌّ " إنْ تُوُلِّيْتُمْ " بضم التاءِ والواوِ وكسرِ اللام مبنياً للمفعول مِن الوِلاية أي: إنْ وَلَّيْتُكم أمورَ الناس. وقُرئ " وُلِّيْتُمْ " من الوِلاية أيضاً. وهاتان تَدُلاَّن على أنَّ " تَوَلَّيْتُمْ " في العامَّةِ من ذلك. ويجوز أن يكونَ من الإِعراضِ وهو الظاهرُ. وفي قوله: " عَسَيْتُمْ " إلى آخره التفاتٌ مِنْ غَيْبة في قوله: { ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } إلى خطابِهم بذلك زيادةً في توبيخِهم.

وقرأ العامَّةُ " وتُقَطِّعوا " بالتشديد على التكثير. وأبو عمروٍ في روايةٍ وسلام ويعقوب بالتخفيف، مضارعَ قَطَعَ. والحسن بفتح التاء والطاءِ مشددةً. وأصلُها تَتَقَطَّعوا بتاءَيْن حُذِفَتْ أحداهما. وانتصابُ " أرحامَكم " على هذا على إسقاط الخافض أي: في أرحامكم.