الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ }

قوله: { فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ }: قرأ حمزةُ وعاصم " لا يُرَى " بضمِّ الياءِ مِنْ تحتُ مبنياً للمفعولِ، " مَسَاكنُهم " بالرفع لقيامِه مقامَ الفاعلِ. والباقون من السبعةِ بفتح تاءِ الخطاب " مَساكنَهم " بالنصب مفعولاً به. والجحدريُّ والأعمش وابنُ أبي إسحاقَ والسُّلميُّ وأبو رجاءٍ بضمِّ التاءِ مِنْ فوقُ مبنياً للمفعول. " مساكنُهم " بالرفع لقيامِه مقامَ الفاعل، إلاَّ أنَّ هذا عند الجمهور لا يجوزُ، أعني إذا كان الفاصلُ " إلاَّ " فإنه يمتنع لَحاقُ علامةِ التأنيثِ في الفعل إلاَّ في ضرورةٍ كقولِه:/
4045 ـ........................   وما بَقِيَتْ إلاَّ الضلوعُ الجراشِعُ
وقول الآخر:
4046 ـ كأنه جَمَلٌ هَمٌّ وما بَقِيَتْ   إلاَّ النَّحِيزةُ والألواحُ والعَصَبُ
وعيسى الهمداني " لا يُرى " بالياء مِنْ تحتُ مبنياً للمفعول، " مَسْكَنُهم " بالتوحيد. ونصر بن عاصم بتاء الخطاب " مَسْكَنَهم " بالتوحيد أيضاً منصوباً، واجتُزِئ بالواحد عن الجمع.