الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ وَعْدَ ٱلصِّدْقِ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ }

قوله: { نَتَقَبَّلُ }: قرأ الأخوان وحفص " نَتَقَبَّلُ " بفتح النون مبنيَّاً للفاعلِ ونصبِ " أَحْسَنَ " على المفعول به، وكذلك " ونتجاوَزُ ". والباقون ببنائِهما للمفعولِ ورفع " أحسنُ " لقيامِه مقام الفاعل ومكانَ النونِ ياءٌ مضمومةٌ في الفعلَيْن. والحسنُ والأعمش وعيسى بالياء منْ تحتُ، والفاعلُ اللَّهُ تعالى.

قوله: { فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ } فيه أوجه، أحدُها: - وهو الظاهر - أنَّه في محلِّ حالٍ أي: كائنين في جملةِ أصحابِ الجنة كقولِك: أكرَمَني الأميرُ في أصحابِه، أي: في جملتهم. والثاني: أن " في " بمعنى " مع ". والثالث: أنها خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: هم في أصحاب الجنة.

قوله: " وَعْدَ الصدقِ " مصدرٌ مؤكِّد لمضمونِ الجملةِ السابقة؛ لأنَّ قولَه { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } في معنى الوعد.