الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله: { جَاثِيَةً }: حالٌ؛ لأنَّ الظاهرَ أنَّ الرؤيةَ بَصَرِيَّة. والجاثية أي: على الرُّكَبِ؛ لأنَّها خائفةٌ والمذنبُ مُسْتَوْفِزٌ. وقيل: مجتمعةً، ومنه: الجُثْوَةُ للقَبْر لاجتماع الأحجارِ عليه. قال:
4035 ـ تَرَى جُثْوَتَيْنِ مِنْ تُرابٍ عليهما   صَفائِحٌ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّدِ
وقُرِئ " جاذِيَةً " بالذال المعجمة، وهو أشدُّ اسْتيفازاً من الجاثي.

قوله: " كلُّ أمةٍ " العامَّةُ على الرفعِ بالابتداءِ. و " تُدْعى " خبرُها. ويعقوب بالنصبِ على البدلِ مِنْ " كُلُّ أمة " الأولى بدلِ نكرةٍ موصوفةٍ مِنْ مِثْلها.

قوله: " اليومَ تُجْزَوْن " هذه الجملةُ معمولةٌ لقولٍ مضمرٍ التقديرُ: يُقال لهم: اليومَ تُجْزَوْن. واليومَ معمولٌ لِما بعدَه " وما كُنتم " هو المفعولُ الثاني.