الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }

قوله: { فِيهَا يُفْرَقُ }: يجوزُ أَنْ تكونَ مُسْتَأْنَفَةً، وأَنْ تكونَ صفةً لـ " ليلة " وما بينهما اعتراضٌ. قال الزمخشري: " فإنْ قلتَ: إنَّا كُنَّا مُنْذِرين، فيها يُفْرَقُ، ما موقعُ هاتين الجملتين؟ قلت: هما جملتان مستأنفتان مَلْفوفتان، فَسَّر بهما جوابَ القسمِ الذي هو " أَنْزَلْناه " كأنه قيل: أَنْزَلْناه؛ لأنَّ مِنْ شَأْنِنا الإِنذارَ والتحذيرَ، وكان إنزالُنا إياه في هذه الليلةِ خصوصاً؛ لأنَّ إنزالَ القرآنِ مِنَ الأمورِ الحكيمةِ، وهذه الليلةُ يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم ". قلت: وهذا مِنْ محاسِنِ هذا الرجلِ.

وقرأ الحسن والأعرج والأعمش " يَفْرُقُ " بفتح الياء وضمِّ الراءِ، " كلَّ " بالنصب أي: يَفْرُقُ اللَّهُ كلَّ أَمْرٍ. وزيد بن علي " نَفْرِقُ " بنونِ العظمةِ، " كلَّ " بالنصبِ، كذا نقله الزمخشريُّ، ونَقَلَ عنه الأهوازي " يَفْرِق " بفتح الياء وكسرِ الراء، " كلَّ " بالنصب، " حكيمٌ " بالرفع على أنه فاعل " يَفْرِق " ، وعن الحسن والأعمش أيضاً " يُفَرَّقُ " كالعامَّةِ، إلاَّ أنه بالتشديد.